يرجى تدوير جهازك إلى الوضع الرأسي
nav icon

لماذا كانت الديناصورات كبيرة في الحجم ؟

الديناصورات هي عبارة عن حيوانات منقرضة وبائدة، وتتبع فصيلة الفقاريات، وتعد أحد أهم الأشياء التي تجعل الديناصورات جذابة جدًا للأطفال والكبار هو حجمها الهائل، إذ تزن الديناصورات آكلة النباتات مثل ديناصورات ديبلودوكس وبراكيوسوروس ما بين (25-50) طن، والديناصورات تيرانوصورس ريكس أو سبينوصور ما يقرب من 10 طن.

 

ومن الأدلة الأحفورية يمكن توضيح أن الديناصورات كانت أكثر ضخامة من أي مجموعة أخرى من الحيوانات التي عاشت على الإطلاق (مع استثناء لأجناس معينة من أسماك القرش التي سبقت عصور ما قبل التاريخ، وحوت ما قبل التاريخ والزواحف البحرية مثل الإكثيوصورات والبليوصورس)، وهذا الحجم غير العادي للديناصورات يتطلب تفسيرًا، فقد كانت هذه الضخامة مدعاة للتساؤل والمناقشة من قِبل العلماء، الذين ذهبوا في تفسير هذه الظاهرة إلى ثلاث نظريات وهي :

 

 

1- النظرية الأولى - حجم الديناصورات مدعم بالغطاء النباتي :
خلال حقبة الميزوزويك التي امتدت من بداية العصر الترياسي قبل 250 مليون سنة إلى حقبة انقراض الديناصورات في نهاية العصر الطباشيري قبل 65 مليون سنة كانت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أعلى بكثير مما هي عليه اليوم، وزيادة ثاني أكسيد الكربون ترتبط ارتباطًا مباشرًا بزيادة درجة الحرارة مما يعني أن المناخ العالمي كان أكثر دفئًا بكثير قبل ملايين السنين مما هو عليه اليوم.

 

الديناصورات

 

هذا المزيج من مستويات ثاني أكسيد الكربون المرتفعة (الذي يعاد تدويره كغذاء من خلال النبات لعملية التمثيل الضوئي) ودرجات الحرارة المرتفعة (معدل درجة الحرارة أثناء النهار 32 أو 37 درجة مئوية حتى بالقرب من القطبين) يعني أن عالم ما قبل التاريخ كان مزدحمًا بكل أنواع الغطاء النباتي مثل النباتات والأشجار والحزازيات ، وغيرها.

 

لذا فقد كانت الديناصورات تعتبر مثل الأطفال في بوفيه الحلوى على مدار اليوم، ولديهم وفرة في الغذاء جعلت ديناصورات الصوربوديات تتطور إلى الديناصورات العاشبة العملاقة لوجود هذا الفائض الكبير من الغذاء النباتي في متناول اليد، وهذا ما يفسر أيضًا لماذا كانت بعض التيرانوصورات وهي واحدة من أقوى الديناصورات آكلة اللحوم، والديناصورات الريشية ذات القدمين كبيرتان جدًا في الحجم.

 

ويذكر أن الديناصورات آكلات اللحوم البالغ وزنها حوالي 22.5 كيلوجرام لم تتح لها فرصة كبيرة في مواجهة الديناصورات آكلة النبات التي يصل وزنها إلى 50 طنًا.

 

 

2- النظرية الثانية - حجم الديناصورات الضخم شكل من أشكال الدفاع عن النفس :
شككت النظرية الثانية في احتمالية النظرية الأولى، إذ ترى أن مجرد توفير كميات هائلة من الغطاء النباتي وبالتالي الغذاء لا يعد بالضرورة سببًا لتطور الديناصورات إلى هذا الحجم العملاق، فالأرض كانت مليئة بالكائنات الدقيقة لمدة 2 مليار سنة وليس لدينا أي دليل على وجود بكتيريا تزن واحد طن، خاصة أن هذا التطور لم يعد بالنفع على الديناصورات ، بل بالعكس أكسبها عدد من العيوب تفوق فوائدها كحصاد وجمع الطعام، مثل سرعتها البطيئة والحاجة إلى أعداد محدودة من الأفراد.

 

ومع ذلك، يعتقد بعض علماء الأحافير أن هذه العيوب هي ميزة تطورية قد تم منحها للديناصورات العملاقة على الديناصورات الأخرى، إذ أنقذتها عملقتها من الافتراس من قبل الديناصورات الأخرى التي كانت تصطاد دائمًا الديناصورات البالغة الكاملة النمو.

 

الديناصورات

 

3- النظرية الثالثة - الديناصورات من ذوات الدم البارد :
يعتقد العديد من علماء الحفريات الذين يدرسون الديناصورات العملاقة آكلة النباتات مثل الهدروصورات والصوربودات أنها من ذوات الدم البارد وذلك لسببين، فالسبب الأول يعتمد على النماذج الفسيولوجية الحالية، والسبب الثاني أنه لا يوجد حتى الآن ثدييات من ذوات الدم الحار تعيش في الأرض يقترب حجمها من حجم الديناصورات النباتية (الفيل يزن بضعة أطنان كحد أقصى، وأكبر الثدييات من ذوات الدم الحار في تاريخ الحياة على الأرض هو الإندريكوثيريم الذي يزن ما بين (15-20) طنًا).

 

هنا تكمن مزايا العملقة لدى الديناصورات، فمع تطور الديناصورات مثل الصوروبودات إلى أحجام كبيرة، يعتقد العلماء أنها حققت القدرة في الحفاظ على درجة الحرارة الداخلية على الرغم من الظروف البيئية السائدة، وهذا لأن الأرجنتينوصوروس العملاق يمكن أن يسخن ببطء (في الشمس خلال النهار) ويبرد ببطء متساو (ليلا)، مما يمنحه درجة حرارة ثابتة متوسطة إلى حد ما، في حين أن الزواحف الصغيرة ستكون تحت رحمة درجات الحرارة المحيطة بها على أساس ساعة بساعة.

مقالات مميزة