يرجى تدوير جهازك إلى الوضع الرأسي
nav icon

ماذا تعرف عن فيليكس هوفمان مكتشف الأسبرين ؟

قام الكيميائي الألماني فيليكس هوفمان بتجميع أهم اثنين من العقاقير الأكثر إنتشارا على الإطلاق وهم، الأسبرين، أحد أكثر العقاقير المفيدة على الإطلاق، والهيروين، أحد أكثر المواد الغير مشروعة والتي تتسبب في أضرارً كبيرة، وهذه العقاقير أصبحت تمثل جهود الكيميائيين في أواخر القرن التاسع عشر لإنتاج مواد جديدة يمكن استخدامها كأدوية .

 

ولم يقم العلماء فقط بعزل المكونات الفعالة من هذه المنتجات الطبيعيةـ بل أيضا قاموا بمحاولة تقليدها، وكان أحد المقاربات نحو هذه الغاية هو تعديل المواد الفعالة الفسيولوجية المعروفة، وكان آخر محاولة هي القيام بعمليات كيميائية على واحد أو أكثر من المركبات العضوية التي لا تعد ولا تحصى التي تم إنشاؤها كمنتجات أساسية أو منتجات ثانوية، وتطورت الكثير من الصناعات في القرن التاسع عشر وكانت قوية بشكل خاص في ألمانيا .

 

 

إنضمام هوفمان إلى شركة باير :
عاش هوفمان في الفترة من عام 1868 - 1946 ميلاديا، وكان هوفمان هو أبن أحد المصنعين في مدينة لودفيغسبورغ في شوابيا بألمانيا، وإستطاع أن يجد عمل في عدد من الصيدليات في العديد من المدن والبلدات حول ألمانيا ثم درس الكيمياء والصيدلة في جامعة ميونيخ، وتخرج في عام 1893، وفي ذلك الوقت أوصى به أحد أساتذته، أدولف فون باير "الذي فاز بجائزة نوبل في الكيمياء في عام 1905 لعمله في تجميع الأصباغ"، وأستطاع أن يضم هوفمان إلى قسم الأبحاث الصيدلانية الذي أنٌشئ حديثًا في شركة باير في إلبير فيلد .

 

فيليكس هوفمان مكتشف الأسبرين

 

هوفمان وجزيئات الأسيتيليكات :
في صيف عام 1897، كان هوفمان يضيف مجموعة الأسيتيل (CH 3 CO) إلى جميع أنواع الجزيئات، وكان لديه آمال في تحسين القوة أو تقليل سمية المواد النشطة فسيولوجيًا، وقد عملت هذه الإستراتيجية لجزيئات "أستيل" مع أدوية باير الأولى حيث دخلت في الفيناستين المختزل للحمى (1888)، وهو منتج ثانوي عديم الفائدة لتصنيع الصبغات الزرقاء، وأيضا عمل على مضاد الإسهال .

 

وتقول الأسطورة أن هوفمان كان يبحث عن دواء لتخفيف آلام والده الروماتيزمية وبدأ أن يصنع هذا الدواء من لحاء الصفصاف وبعض المواد النباتية الأخرى، فمن المعروف أنه منذ العصور القديمة كان للحاء الصفصاف خصائص تعمل علي تخفيف الألم والحمى، وفي بداية القرن التاسع عشر تم عزل حمض الساليسيليك من اللحاء من قبل العديد من الكيميائيين .

 

وفي عام 1859، قرر هيرمان كولبي عمل تركيبة كيميائية وتوليفها، وفي عام 1874 بدأت شركة هيدن قرب درسدن في تصنيع وبيع حمض الصفصاف الإصطناعي، وهو منتج أرخص من المستخلص من لحاء الصفصاف نفسه، ومع ذلك، كان لحمض الساليسيليك آثار جانبية غير سارة فقد أثار غضب المعدة، وكان بعض المرضى ببساطة غير قادرين على تحملها .

 

 

فيليكس هوفمان وحمض أسيتيل الساليسيليك الملقب الأسبرين :
حالما نجح هوفمان في أستيل حامض الساليسيليك لإنتاج حمض أسيتيل الساليسيليك، اختبر هاينريش دريسر، رئيس مختبر باير الصيدلاني، مادة السمية على نفسه، ثم قام بإعداد سلسلة من التجارب على الحيوانات، ثم بدأت الإختبارات على الناس والذين كانوا المرضى في مستشفى في هول آن، وبعد ذلك بوقت قصير، تم أعطاء حمض الصفصاف اسم "الأسبرين"، وظهرت بعض الأدلة التي تشير إلى أن آرثر آش ينجرون، موظف آخر في شركة باير، لعب دورًا مهمًا في تطوير الأسبرين ولكن تم إستبعاده من الأختراع لأنه كان من اليهود المضطهدون في ذلك الوقت في ألمانيا .

 

تقدمت باير بطلب للحصول على براءة إختراع ألمانية ولكن تم رفضه، فكما تبين أنه تم تصنيع حمض أسيتيل الساليسيليك في وقت سابق، أولا من قبل كيميائي فرنسي ثم في وقت لاحق من قبل كيميائي ألماني، ولكنهم كانوا على عكس هوفمان لم يكونوا قادرين على إنتاج الأسبرين في شكل نقي ومستقر .

 

وكان لدي شركة باير إقبال كبير على الأسبرين، وقامت بتسويق الدواء في جميع أنحاء العالم، وفي الولايات المتحدة، تمكنت شركة باير من الحصول على براءة اختراع، مما منح الشركة إحتكار صناعة الدواء من عام 1900 إلى عام 1917، ولكن الجنيه الإسترليني لم يكن قادرا على حماية وضع العلامات التجارية للأسبرين .

 

وبذلك أصبح الأسبرين هو العنصر الأساسي للسوق الذي لا يستلزم وصفة طبية في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، وبعد مرور أكثر من 100 عام على إختراعه، لا يزال هذا الدواء شائعاً، حيث تمتد استخداماته إلى أبعد من تلك المستوحى لها من قبل المبدعين الأصلي، وفي نهاية المطاف، اشترت شركة سميث بيكام تجارة المستحضرات الصيدلانية التي تباع بدون وصفة طبية في جميع أنحاء العالم، وباعت بدورها الجزء الأمريكي، بما في ذلك الأسبرين، إلى شركة باير بمبلغ 1 مليار دولار .

 

 

الهيروين، المورفين الأسيتيل :
أما عن الهيروين فقد كان له قصة أخرى، فبينما كان دريزر لا يزال أستاذا في غوتنغن، كان يعمل على تأثير الكوديين، وهو مشتق أضعف من الأفيون من المورفين على التنفس، أصدر هوفمان الأسيتيل المورفين بهدف إنتاج الكوديين، وكانت النتيجة عبارة عن مادة أُطلق عليها اسم الهيروين ولكن تم إكتشاف نفس المركب في عام 1874 من قبل كيميائي إنجليزي أيضا، وبالتالي لم يستطع أن يحصل على براءة اختراع، وقبل الإعتراف بأثار هذا الدواء الجانبية وهى الإدمان الشديد نتيجة الهيروين، تم بيعه على نطاق واسع من قبل شركة باير وغيرها من الشركات لقمع السعال الشديد، ولتخفيف آلام الولادة والإصابات الخطيرة في الحرب، لإعداد المرضى للتخدير، وللسيطرة على بعض الإضطرابات العقلية، ومنذ عام 1930 تم حظره في معظم البلدان .

مقالات مميزة