الأناكوندا ثعبان شديد التحمل، وغالبا ما يستخدم الإسم للإشارة إلى نوع واحد وهي الأناكوندا الخضراء أو الشائعة أحد أفراد عائلة البوا، والأناكوندا الخضراء في أمريكا الجنوبية هي أثقل ثعبان في العالم، ولها أكبر محيط يتناسب مع طول أي ثعبان، والأناكوندا الخضراء عادة ما تكون عبارة عن ظلال من اللون الأخضر المائل إلى البني، أو الزيتوني، أو الأخضر المائل للرمادي ومزخرفة ببقع سوداء على شكل بيضة، وتتشابه مع الأناكوندا بيني أو بوليفيا ولكنها توجد فقط في منطقة صغيرة من بوليفيا.
الأناكوندا الصغيرة الصفراء لها نمط من البقع والخطوط (عادة ما تكون سوداء أو بنية داكنة) على خلفية صفراء أو ذهبية أو صفراء مخضرة، والأناكوندا ذات البقع الداكنة هي بنفس حجم الأناكوندا الصفراء تقريبا وهي بنية اللون مع وجود بقع داكنة كبيرة.
موئل الأناكوندا الخضراء والنظام الغذائي:
تعيش الأناكوندا الخضراء على مساحة شاسعة من أنظمة الأنهار الإستوائية والمستنقعات في أمريكا الجنوبية، وشرق جبال الأنديز، وتوفر هذه المنطقة الحارة الرطبة بأوراقها الكثيفة موطنا ممتازا لمثل هذا الثعبان الكبير الذي يتناسب جيدا مع هذا العالم، وتحب الأناكوندا الخضراء أن تكون في الماء أو بالقرب منه وتقضي جزءا كبيرا من وقتها في المياه العكرة التي تساعد على إخفاء ودعم جسدها الهائل.
الأناكوندا الخضراء سباحة وغواصة ممتازة، وعيونها وفتحات أنفها أعلى رأسها، لذلك تستطيع انتظار الفريسة بينما تظل مخفية تقريبا بالمياه، وتستريح الأناكوندا الخضراء وتتشمس على طول ضفة النهر أو في فروع الأشجار التي تتدلى فوق المياه على طول ضفاف النهر حتى يمكن أن تسقط بسرعة في الماء إذا لزم الأمر.
يتكون النظام الغذائي لثعبان الأناكوندا الخضراء من الخنازير البرية والغزلان والطيور والسلاحف والكابيبارا والكايمن وحتى الجاغوار، وهي ليست صيادة نشطة للغاية ولكنها تستخدم طريقة المراقبة والإنتظار بينما تسبح فرائسها بالقرب من الماء أو تأتي للشرب، وتقتل الأناكوندا الخضراء مثلها مثل إخوانها فريستها عن طريق لف جسمها العضلي حول المخلوق والضغط حتى لا تستطيع الفريسة التنفس.
وتسمح الفكوك المرفقة بأربطة مطاطية للثعبان بابتلاع فريسته بالكامل، وغالبا ما تأخذ الأناكوندا وجبتها في الماء حيث ربما يساعد الطفو على مناورة الطعام إلى الوضع المناسب للبلع، ويمكن أن تمر الأناكوندا الخضراء أسابيع أو شهور دون تناول وجبة دسمة، وفي حديقة حيوان سان دييغو تأكل الأناكوندا الخضراء القوارض والأرانب المقتولة.
حياة الأناكوندا الخضراء العائلية:
غالبا ما تستمر مغازلة الأناكوندا الخضراء عدة أسابيع خلال موسم الربيع، ويعتقد أن الأنثى تترك أثرا للرائحة لجذب الذكر، لكنها قد تنتج أيضا نوعا من الإشارات الكيميائية المحمولة في الهواء، ولاحظ علماء الأحياء أن إناث الأناكوندا الخضراء البالغة لا تتحرك كثيرا خلال موسم التكاثر، ومع ذلك يبدو أن الذكور يتدفقون عليها من جميع الإتجاهات، ويتذوق الذكور باستمرار الهواء بلسانهم لإلتقاط رسائل رائحة الأنثى.
والمثير للدهشة أن الأناكوندا الخضراء تتجمع في بعض الأحيان في كرة تكاثر قد يكون فيها من 2 إلى 12 ذكرا ملتفا حول أنثى واحدة وقد يبقون هكذا لمدة تصل إلى 4 أسابيع، ويبدو أن كرة التكاثر هذه عبارة عن مباراة مصارعة بطيئة الحركة بين الذكور للحصول على فرصة للتزاوج، هل يفوز الرجل الأقوى؟ ليس بالضرورة، الإناث البالغات أكبر وأقوى بكثير ويمكنهن اختيار الذكر (أو الذكور) الذي يفضلونه، وكثيرا ما تحدث المغازلة في الماء.
الأناكوندا الخضراء لا تضع بيضها وبدلا من ذلك، يلدون صغارا أحياء، والصغار مرتبطون بكيس محي ويحيط بهم غشاء واضح، وليس صدفة، حيث يتطورون في جسم أمهم، وهذا يضمن الإحتفاظ بهم في درجة حرارة ثابتة إلى حد ما ومحمية من الحيوانات المفترسة.
عندما يكون الصغار جاهزين للولادة، يتم دفعهم للخارج من فتحة تسمى مجرور، ولا يزالون محاطين بالغشاء الواقي ويجب كسره وفتحه، ثم يكونون بمفردهم لبدء حماية أنفسهم (عادة عن طريق الإختباء في البداية) والبحث عن الطعام، والأناكوندا الخضراء حديثي الولادة هي نسخ أصغر من البالغين ويعرفون غريزيا كيفية العيش بمفردهم دون أي مساعدة من والدتهم، وفي عام 1939، وصلت أول أناكوندا إلى حديقة حيوان سان دييغو، واليوم، يمكن رؤية زوج من الأناكوندا الخضراء في موطنها الموجود في منزل الزواحف الشهير لدينا، ولد الذكر عام 1998 والأنثى عام 2008.
هل الأناكوندا الخضراء مهددة بالإنقراض؟
البشر هم أخطر المخلوقات على الأناكوندا، والأناكوندا الخضراء، على سبيل المثال، تواجه عددا من التهديدات التي يمكن أن تقلل بشدة من أعدادها في موطنها الأصلي، ويتم اصطياد هذه الثعابين الضخمة بشكل قانوني وغير قانوني في أجزاء كثيرة من أمريكا الجنوبية من أجل جلودها وبيعها في تجارة الحيوانات الأليفة المتزايدة، والأناكوندا لا تصنع حيوانات أليفة جيدة، فيمكنها أن تكبر بسرعة فوق قفصهم وتكون قوية بشكل خطير، وتطلق رائحة كريهة عند الإزعاج، وكثيرا ما يقتل الناس الأناكوندا الخضراء، قائلين إنهم يحاولون فقط حماية ماشيتهم وحيواناتهم الأليفة وعائلاتهم، والحقيقة المحزنة هي أنه في كثير من الأحيان يتم قتل هذه الأفاعي لمجرد أن الناس يخافونها ويكرهونها.
حقائق عن الأناكوندا الخضراء:
تعيش الأناكوندا الخضراء في البرية ما يقرب من 30 سنة، وتصل إلى سن البلوغ من 3 الى 4 سنوات في العمر، ويصل عدد الصغار ما بين 24 الى 50 صغير، وحجم صغار الأناكوندا الخضراء عند الولادة من 60 إلى 94 سم طولا، ويصل حجمها عن البلوغ إلى 30 قدما (9 أمتار)، اعتمادا على الأنواع، والإناث أكبر من الذكور، والقطر ما يصل إلى 12 بوصة (30 سم)، ويبلغ وزن الأناكوندا الخضراء ما يصل إلى 550 رطلا (227 كجم)، وعلى الرغم من سمعتها المخيفة، إلا أن الأناكوندا الخضراء ليست سامة، ويمكن أن ينفتح فم الأناكوندا الخضراء بما يصل إلى ثلاثة أضعاف حجم رأسها، وتسمى مجموعة الأناكوندا رباط أو عقدة.
