جلبت عملية تجديد حديثة للغاية في ستونهنج القديمة مركزا رائعا للزوار وإغلاق طريق تدخلي (تم ترميمه الآن إلى الأراضي العشبية)، والنتيجة هي إحساس قوي بالسياق التاريخي، مع عودة الكرامة والغموض إلى جوهرة أثرية، وممر يؤطر حلقة من الحجارة الضخمة، وعلى الرغم من أنه لا يمكنك المشي في الدائرة ما لم تكن في جولة، فيمكنك الإقتراب إلى حد ما، ويتم الدخول من خلال التذاكر المحددة بوقت وهو تأمين مكان في وقت مبكر.
ستونهنج هي واحدة من الألغاز الأثرية العظيمة في بريطانيا، على الرغم من النظريات التي لا حصر لها حول الغرض من الموقع من مركز القرابين إلى ساعة سماوية، ولا أحد يعرف على وجه اليقين ما الذي دفع البريطانيين في عصور ما قبل التاريخ إلى بذل الكثير من الوقت والجهد في بنائه، على الرغم من الإكتشافات الأثرية الحديثة تظهر أن المنطقة المحيطة بستونهنج كانت مقدسة لمئات السنين قبل بدء العمل.
بدأت المرحلة الأولى من بناء ستونهنج حوالي 3000 قبل الميلاد عندما أقيم البنك الدائري الخارجي والخندق، وبعد ألف عام، تمت إضافة دائرة داخلية من أحجار الجرانيت، وتعرف بالأحجار الزرقاء، ويعتقد أن هذه الكتل العملاقة التي يبلغ وزنها 4 أطنان قد تم نقلها من جبال بريسيلي في جنوب ويلز على بعد حوالي 250 ميلا، وهو إنجاز غير عادي لأفراد العصر الحجري المجهزين بأبسط الأدوات فقط، وعلى الرغم من عدم وجود أحد متأكد تماما من كيفية نقل البناة حجارة ستونهنج حتى الآن، ويعتقد أنهم ربما استخدموا نظاما من الحبال والزلاجات والبكرات المصنوعة من جذوع الأشجار، وكان سالزبوري بلين لا يزال مغطى بالغابات أثناء بناء ستونهنج.
حوالي عام 1500 قبل الميلاد، تم سحب أحجار ستونهنج الرئيسية إلى الموقع، ونصبت في دائرة وتوجت بواسطة عتبات ضخمة لصنع التريليثونات (حجرتان رأسيتان تعلوهما حجر أفقي)، وتم قطع أحجار السارسن (الحجر الرملي) من صخرة شديدة الصلابة وجدت في مارلبورو داونز على بعد 20 ميلا من الموقع، وتشير التقديرات إلى أن سحب أحد هذه الأحجار التي يبلغ وزنها 50 طنا عبر الريف سيتطلب حوالي 600 شخص.
أيضا في هذا الوقت تقريبا، تم إعادة ترتيب الأحجار الزرقاء التي كانت موجودة قبل 500 عام على شكل حدوة حصان زرقاء داخلية مع حجر مذبح في المركز، وخارج هذا أقيمت ثلاثية حدوة حصان من خمس مجموعات ضخمة من الحجارة، وثلاثة من هؤلاء سليمة، والإثنان الآخران لهما عمود واحد فقط، ثم جاءت الدائرة الكبرى المكونة من 30 حجرا رأسيا ضخما، منها 17 عمودا وستة عتبات.
أبعد من ذلك بكثير، تم تحديد دائرة أخرى بواسطة 58 من حفر أوبري التي سميت على اسم جون أوبيري، الذي اكتشفها في القرن السابع عشر، وداخل هذه الدائرة يوجد جنوب وشمال باروز، ويعلو كل منهما في الأصل حجر، ومثل العديد من الدوائر الحجرية في بريطانيا (بما في ذلك أوبيري على بعد 22 ميلا)، ويتم محاذاة حدوات الخيول الداخلية لتتزامن مع شروق الشمس عند انقلاب الشمس في منتصف الصيف، وهو ما يدعي البعض أنه يدعم النظرية القائلة بأن الموقع كان نوعا من التقويم الفلكي.
كان الحجاج في عصور ما قبل التاريخ قد دخلوا إلى الموقع عبر الجادة التي يتميز مدخلها بحجر الذبح وحجر الكعب اللذين يقعان بعيدا قليلا على جانب واح، ولا تزال الخطط طويلة الأجل لنقل الطريق الرئيسي A303، الذي يمتد بالقرب من الموقع إلى نفق قيد المناقشة، ويهدف النفق المقترح إلى تقليل حركة المرور حول ستونهنج، وعلى الرغم من أن بعض المعلقين يخشون أن يؤدي إلى إتلاف آثار أخرى لم يتم اكتشافها بعد في المنطقة، وآخر دخول إلى ستونهنج قبل ساعتين من الإغلاق، وزيارة الموقع مجانية لأعضاء هيئة التراث الإنجليزي والصندوق الوطني، ولكن لا يزال يتعين عليهم تأمين تذكرة موقوتة.
