يرجى تدوير جهازك إلى الوضع الرأسي
nav icon

معلومات عن عادات غذاء وسلوك دب الشمس، وأهم التهديدات التي يواجهها

دب الشمس هو نوع صغير من الدببة يعيش في الغابات الإستوائية الكثيفة في جنوب شرق آسيا، ويعتبر دب الشمس أصغر أنواع الدببة في العالم، وهو أيضا واحد من أكثر أنواع الدببة الذي لم يتكيف مع العيش في أرضية الغابة فحسب بل يعيش أيضا حياة الأشجار بشكل حصري، ويعرف دب الشمس أيضا بدب الشمس الماليزي ودب العسل، وهو حيوان يحتوي على عدد من السمات المميزة أبرزها العلامة البرتقالية على شكل حرف U على صدره والتي اشتق اسمه منها، ويعتبر دب الشمس حيوان نادر ومراوغ مما يعني أنه لا يعرف سوى القليل جدا عن سلوكياته وعاداته في البرية، والآن هيا نتعرف على بعض الحقائق عن عادات غذاء وسلوك الدب، وأهم التهديدات التي يواجهها دب الشمس.

 

وصف دب الشمس:
لا يعتبر دب الشمس أصغر أنواع الدببة في العالم فحسب بل يمتلك أيضا أقصر فراء، ويتراوح معطف دب الشمس الأملس اللآمع من الأسود إلى البني الداكن أو الرمادي مع علامات الصدر المميزة التي تتنوع من الأبيض إلى الأصفر أو البرتقالي ويمكن أن تأخذ عددا من الأشكال بما في ذلك الهلال أو الدائرة أو البقعة غير المنتظمة، ودب الشمس هو حيوان ذو وجه فاتح اللون مع خطم قصير والذي يعتقد أنه مع فروها القصير وآذانه القصيرة تكيفا مع قضاء الكثير من الوقت في الأشجار، ولديه أيضا مخالب طويلة منحنية على أقدامه الأمامية تساعد الحيوان على تسلق الأشجار وكسر جذوع الأشجار المجوفة بحثا عن النمل الأبيض وهو أيضا قادر على فعل ذلك بأنيابه الكبيرة وفكه القوي.

دب الشمس

موطن وموئل دب الشمس:
كان من الممكن العثور على دب الشمس في عدد من البلدان في جنوب شرق آسيا ولكن بسبب التنمية البشرية المتنامية فهو موجود الآن فقط في عدد قليل من الموائل المعزولة بشكل متزايد، ويمكن العثور على دب الشمس في جزر بورنيو وسومطرة في الغابات في البر الرئيسي (ماليزيا وتايلاند وكمبوديا ولاوس وفيتنام) وهناك أيضا عدد قليل من السكان من دب الشمس في شرق الهند وجنوب الصين.

 

ويسكن الدب الغابات المطيرة الأولية في الأراضي المنخفضة حيث لا يوجد فقط مجموعة متنوعة من الأطعمة لتناولها ولكن هناك أيضا الكثير من الغطاء للبقاء في مأمن من الحيوانات المفترسة، ومع ذلك فقد الدب الشمس في معظم مناطقه الطبيعية (ولكن بشكل خاص في إندونيسيا وماليزيا) مناطق شاسعة من موائله الأصلية بسبب إزالة الغابات.

 

سلوك ونمط حياة دب الشمس:
يقضي دب الشم معظم حياته عاليا في الأشجار وحتى ينام في عش في المظلة التي تم بناؤها عن طريق طي الأغصان المورقة، لذلك فهم بارع بشكل لا يصدق في التسلق ويمكنه القيام بذلك بسرعة ملحوظة بإستخدام مخالبه الطويلة المنحنية، ومع ذلك من المعروف أيضا أن دب الشمس يتسلق الأشجار من خلال معانقة الجذع بأطرافه الأمامية ومن خلال الإمساك بأسنانها القوية فهو قادرة على سحب نفسه، ومن الغريب أن دب الشمس حيوانات نهارية تقضي النهار في البحث عن الطعام وتستريح عاليا في أعشاشها أعلى الأشجار في الليل ولكن في المناطق التي تتأثر بشكل متزايد بمستويات النشاط البشري المتزايدة من المعروف أن دب الشمس يضل الحياة الليلية لتجنب المواجهة مثل أنواع الدب الأخرى.

 

تكاثر دب الشمس ودورة الحياة:
عند الولادة تكون أشبال دب الشمس صغيرة جدا، كما هو الحال مع عدد من الأنواع الحيوانية الأخرى الموجودة في المناطق الإستوائية وإن دب الشمس معروف بالتزاوج والولادة على مدار السنة، وبعد فترة الحمل التي من المعروف أنها تختلف اختلافا كبيرا (بين 3 و 8 أشهر) اعتمادا على الفرد وكمية الطعام المتاح تلد أنثى دب الشمس ما يصل إلى ثلاثة أشبال (ولكن عادة ما يولد شبل واحد فقط) في العش الذي تصنعه في تجويف كبير مثل شجرة جوفاء.

 

ويتم رعاية صغار دب الشمس الصغار وحراستها بشدة من قبل والدتهم ويتم تعليمهم مهارات البقاء على قيد الحياة في المناطق الإستوائية حتى يصبحوا مستقلين عنها عندما يبلغون من العمر عامين تقريبا ويغادرون لإنشاء أراضيهم الخاصة، وعادة ما تكون الإناث قادرة على التكاثر عندما تبلغ من العمر ثلاث سنوات والذكور بعد ذلك بعام.

 

 

غذاء دب الشمس والفريسة:
على الرغم من كونه مصنف من الناحية الفنية على أنه آكلة اللحوم والنباتات فإن غالبية نظام دب الشمس الغذائي يتكون من الفواكه والمواد النباتية الأخرى التي يجدها في الغابة المحيطة، ومثل الأنواع الأخرى من الدببة، فقدت أسنانه المولية ذات قدرة قطع اللحم، وبدلا من ذلك أصبحت أكثر تسطحا للمساعدة في طحن الغطاء النباتي، ويأكل دب الشمس مجموعة واسعة من الفواكه والمكسرات والتوت والبراعم جنبا إلى جنب مع استكمال نظامه الغذائي من الحشرات واليرقات والعسل والبيض والحيوانات الصغيرة مثل القوارض عندما تكون المادة النباتية نادرة.

 

وبإستخدام أسنانه القوية و مخالبه الحادة يستطيع دب الشمس كسر جذوع الأشجار المجوفة المفتوحة قبل استخدام لسانه الطويل لإستخراج النمل الأبيض من الداخل، ومع ذلك عندما لا يكون من الممكن كسر العش في جذع الشجرة فمن المعروف أن دب الشمس يضع كفوفه الأمامية في الحفرة واحدة تلو الأخرى مما يسمح النمل الأبيض يزحف على كفوفه قبل أن يقوم دب الشمس بلعقهم.

 

مفترسات وتهديدات دب الشمس:
نظرا للحجم الكبير نسبيا وطبيعة مسكن الأشجار لدب الشمس فإن البالغين لديه عدد قليل نسبيا من الحيوانات المفترسة في بيئته الأصلية، والحيوانات المفترسة الكبيرة مثل النمور هي الحيوانات المفترسة الرئيسية لدب الشمس ولكن هذه الحيوانات طورت تكيفا فريدا آخر لمساعدته على الهروب في هذه المواقف، ويملك دب الشمس جلدا رخوا بشكل خاص حول رقبته مما يعني أنه إذا تم القبض عليه من قبل حيوان مفترس فإنه لا يزال قادرا على تدوير رأسه لمحاولة عض مهاجمه.

 

ومع ذلك فإن أشبال دب الشمس أكثر عرضة للخطر ويتم افتراسها من قبل مجموعة متنوعة من الحيوانات المفترسة في الغابة بما في ذلك الأفاعي والطيور الجارحة الكبيرة، وأكبر تهديد على الرغم من ما تبقى من سكان جنوب شرق آسيا هو الإنخفاض الحاد في الكثير من موائله الطبيعية بسبب إزالة الغابات، وفي المناطق التي تتعدى فيها المزارع الزراعية على أراضيه من المعروف أيضا أن دب الشمس يداهم أشجار النخيل الزيتية خاصة ليأكل البراعم الصغيرة، لذلك يتعرضون أيضا للإضطهاد من قبل المزارعين الذين يخشون على استقرار محاصيلهم.

 

حقائق مثيرة للإهتمام عن دب الشمس:
يعرف دب الشمس بعدد من الأسماء المختلفة لكن صغر حجمه وخطمه القصير وأذنيه وفراءه القصير اللآمع أدى إلى أن يعرف عموما بإسم دب الكلب في المجتمعات المحلية، وعلى الرغم من أن دب الشمس يكون منعزلا بشكل عام في مناسبات نادرة فمن المعروف أن عددا قليلا من الأفراد يتجمعون حول أشجار الفاكهة الناضجة ويتسامحون مع بعضهم البعض أثناء تناول الطعام، على الرغم من أن دب الشمس متشابه في أجزاء مختلفة من مداه الطبيعي إلا أنه يوجد في الواقع نوع فرعي أصغر معترف به يوجد في جزيرة بورنيو ولكن القليل جدا معروف عنه، وعلى عكس عدد من أنواع الدببة الثمانية الأخرى حول العالم فإن دب الشمس لا يدخل في فترة السبات، نظرا لوجود دب الشمس في المناطق الإستوائية حيث لا توجد مثل هذه التغييرات الموسمية الكاسحة.

مقالات مميزة