عادة، عندما تحصل المواقع الأثرية القديمة على شكل من أشكال التطوير، فيعتبر هذا فائدة، ومع التطور تصرف الكثير من الأموال في التنقيب، والحفظ، والترميم، ولكن هذا يعني أيضا الكثير من الزوار، ولا يوجد شيء أكثر إرضاء من الوصول إلى كنز قديم للعثور على عدد قليل من الزوار، إن وجد، ولكن مع ازدياد عدد المسافرين في كل عام، أصبح من الصعب العثور على المواقع الأثرية القديمة التي لا تزدحم بالسياح، ةالتي سوف ننتعرف ليعا اليوم من خلال هذا المقال.
1- معبد ماي سان :
معبد ماي سان من المواقع الأثرية القديمة الذي يوجد في فيتنام، وقد تم تدمير هذا الموقع للتراث العالمي لليونسكو من خلال النهب، ونمو النباتات، والزائرين غير المسئولين، والأكثر مأساوية من خلال القوات الجوية الأمريكية "تسببت عملية قصف عام 1969 بخسائرمؤلمة"، وكانت عاصمة أسرة تشارن "التي تقع على بعد 70 كيلومترا جنوب دانانج" مركزا قويا في وقتها، حيث حكمت مملكة تشامبا الشاسعة منذ ما يقرب من 800 عام.
وقد بنيت تشامبا بأسلوب معماري مميز للغاية، ضم تأثيرات من الصين والهند، ولا يزال هناك اليوم حوالي سبعين معبدا والعديد من المباني الأخرى، وكذلك غرف الدفن لملوك الشام وعدد من الألواح الحجرية المسجلة في السنسكريتية والشام، وبمساعدة من اليونسكو، عملت حكومات فيتنام وإيطاليا واليابان بجد لتحقيق الإستقرار واستعادة الموقع منذ عام 2004، ومع ذلك، فإنهم يحذرون من أن الألغام الأرضية والقنابل غير المنفجرة من الحرب ما زالت تكمن في الأدغال خلف الموقع.
2- مدينة كارال :
تقع مدينة كارال على بعد 120 ميلا شمال ليما، في وادي سوب، بيرو، وهي واحدة من أقدم المدن في الأمريكتين، في نفس الوقت الذي بنيت فيه أهرامات مصر منذ 5000 عام، حيث كانت حضارة شمال تشيكو تقوم ببناء أهراماتها الخاصة في الصحاري الساحلية في بيرو.
ومدينة كارال التي أكتشفت في عام 1905 يشتهر بأهراماتها الكبيرة والمدرجه وكتلة المزامير "المصنوعة من عظام الكوندور والبيكيكان" والبوق "المصنوعة من عظام اللاما" التي تم اكتشافها في موقع 35 ميل مربع، والأكثر إثارة للإهتمام، من وجهة نظر أثرية، أثرت المستوطنات والأنماط المعمارية في كارال بوضوح تقريبا في كل حضارة لاحقة ولدت على طول ساحل المحيط الهادئ، بما في ذلك الإنكا.
3- مدينة كوبو :
تعود حضارة المايا في كوبا إلى ما لا يقل عن 2100 عام، وفي وقت ما بين 100 عام قبل الميلاد و100 عام بعد الميلاد تم بناء أول مدينة خشبية في الموقع، التي تقع في شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك، وبحلول عام 200 ، سيطرت المدينة على المنطقة، حيث سيطرت على الموانئ والطرق التجارية والمناجم ومرافق الإنتاج والزراعة، وامتد نفوذ كوبا إلى وسط المكسيك، وإلى الجنوب حتى غواتيمالا وهندوراس في العصر الحديث.
وشكلت المدينة تحالفات عسكرية واتجاهات معمارية متداولة مع مواقع معروفة مثل تيكال وكالاكمول وتيوتيهواكان، وبحلول عام 1000 بعد الميلاد، أصبحت المدينة التي كانت في يوم من الأيام عظيمة مركزا دينيا، مع قليل من النفوذ السياسي، واليوم، لا تزال الحفريات المذهلة (التي تشمل هرم نولوك مول المؤلف من 120 درج) قيد التنقيب من الغابة، وبعض الخبراء يعتقدو أن بحوالي 80٪ لم يتم اكتشافها بعد.
4- مدينة راجا غاري:
في ولاية هاريانا الشمالية الغربية وعلى بعد حوالي 150 كيلومترا من دلهي تقع مستوطنة راجا غاري في هارابان، وهي واحدة من أكبر المواقع الأثرية القديمة في الهند، وكشفت الحفريات الأخيرة عن وجود مركز حضري مهم يعود إلى 5000 عام، بما في ذلك الطرق المرصوفة، وأنظمة تجميع المياه والصرف الصحي، والطوب الطيني، والمعادن، والتماثيل، وكان الناس الذين عاشوا هنا مهرة بدرجة عالية في المجوهرات والأحجار الكريمة.
وأظهرت الحفريات عام 2015 أربعة هياكل عظمية بشرية كاملة (اثنان من الذكور البالغين، وواحدة من الإناث البالغة، وطفل واحد) من هضبة صغيرة، وحول الهياكل العظمية، وجد علماء الآثار الفخار الذي يحتوي على حبيبات الطعام وأساور صدفية، وقد أعلن صندوق التراث العالمي أن راجا غاري واحدة من أكثر المواقع الأثرية القديمة المهددة بالاختفاء في العالم.
5- بلدة لاليبيلا :
منذ حوالي 2000 سنة، بدأ الإمبراطور المسيحي القديس جبريل مسقل بإنشاء نموذج صوفاني في بلدة لاليبيلا بأثيوبيا ونحت إحدى عشر كنيسة في الصخرة على جانب جبل يبلغ ارتفاعه 2500 متر فوق مستوى سطح البحر، وتعتبر مدينة لاليبيلا أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، وهي أيضًا واحدة من أهم المواقع المقدسة في الديانة المسيحية الأرثوذكسية الإثيوبية، وأهم المواقع الأثرية القديمة في العالم.
6- مدينة لا باستيدا :
مدينة لا باستيدا تقع في مدينة مرسية بأسبانيا، وربما كانت لا باستيدا المدينة الأكثر قوة في العصر البرونزي في أوروبا، وكشفت الحفريات الأثرية عن نظام بناء وتحصين فريد يقابله فقط المونويون في اليونان القديمة، وتعتبر الحفريات المستمرة جزءا من مشروع أكبر لإنشاء واحد من أكثر المنتزهات الأثرية في العالم، وبالإضافة إلى الحفريات، سيضم متنزه لا باستيدا الأثري متحفا ومركزا للأبحاث ومكتبة ومرافق للزوار، كما ستسمح الحديقة للزوار بمشاهدة عملية البحث بأكملها، بما في ذلك زيارات إلى المختبرات، والمتنزه تقع على بعد حوالي 10 كم جنوب غرب قرية توتانا.
7- باريلز :
تقع باريلز في جبال بنما بالقرب من حدود كوستاريكا، بنما، وقد تم تسمية المدينة بذلك الاسم بسبب عدة براميل حجرية تم العثور عليها في الموقع في أواخر عام 1920، واستنادا إلى البحث المحدود الذي تم إجراؤه في الموقع، يفترض أن 1000 شخص من باريلز قد تم تقسيمهم إلى الطبقة العليا والطبقة المتوسطة والدرجة الدنيا.
وعدد سكان باريلز يعتبر أعلى من أي مدينة أخرى في المنطقة، وربما كانت المدينة مركزا احتفاليا، استقطبت أنشطته أشخاصا من عشرات المواقع المتناثرة في وادي شيريكي ومنحدرات تالامانكا كورديليرا، ويمكن العثور على مدينة باريلز على الطريق إلى كازان، على بعد حوالي 6 كيلومترات إلى الجنوب من فولكان، وهي مفتوحة يوميا من الساعة 8 صباحا حتى الساعة 5 مساء.
8- مدينة كيلو كيزواني :
مدينة كيلو كيزواني تقع على جزيرة قبالة سواحل تنزانيا، وكان المركز التجاري للجزيرة من أكبر المدن في العالم، وقد تأسست المدينة في عام 900 في جزيرة قبالة سواحل شرق أفريقيا على يد علي بن الحسن، ونمت على مدار 400 عام من خلال ربط المناطق الداخلية في أفريقيا الجنوبية بحضارات في المحيط الهندي ومنطقة المحيط الهادئ، وتم العثور على عملات معدنية من كيلو كيزواني في أستراليا.
وبحلول عام 1200، سيطرت المدينة على الساحل بكامله في شرق إفريقيا، وقد وصل الرحالة المغربي الكبير ابن بطوطة إلى كيلو كيزواني في عام 1331، وأدهشته منازل المدينة الجميلة التي بنيت مع الشعاب ومسجدها ذي القبة، وتطورها الغني، وسقطت المدينة أخيرا في يد البرتغاليين في أواخر القرن الخامس عشر، واليوم، هي موقع تراث عالمي مدهش لليونسكو يمكن الوصول إليه.
9- مدينة جرش :
تقع مدينة جرش على بعد أقل من 50 ميلا من مدينة العاصمة الأردنية، وكانت واحدة من مدن ديابوليان الشهيرة، والمراكز العشرة التي اختلطت فيها الثقافة اليونانية الرومانية بالحضارة السامية والفارسية، وقد وصل الرومان إلى هناك في عام 63 قبل الميلاد، ولكن الرومان سمحوا أيضا للمدينة بالحكم الذاتي، ونمت بسرعة من حيث الحجم والأهمية والثروة، وأصبحت ذات أهمية بعد أن زار الإمبراطور هادريان المدينة في عام 130 بعد الميلاد، عندما تم بناء قوس النصر.
وحتى بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية واستيلاء الفرس على المدينة في عام 614 م، استمرت المدينة في الازدهار، وبعد زلزال عام 749 أصبحت المدينة مهجورة جزئيا، وفقدت بسرعة نفوذها الإقليمي، وبدأ التنقيب في الموقع في عشرينيات القرن العشرين، واليوم، قد تكون جرش أكبر مدينة رومانية في الشرق الأوسط، ومن أهم المواقع الأثرية القديمة في العالم.