فرس النهر هو ثالث أكبر الثدييات الحية على الأرض، والحيوان الأكبر هو الفيل والثاني هو وحيد القرن الأبيض، ويطلق على ذكر فرس النهر اسم الثور، ويطلق على أنثى فرس النهر اسم البقرة ويطلق على فرس النهر الصغير اسم العجل، وفرس النهر هو حيوان أفريقي كبير يأكل النباتات في الغالب، وهو واحد من نوعين موجودين فقط وهناك ثلاثة أو أربعة أنواع انقرضت مؤخرا في عائلة البرنيقيات، ويبلغ متوسط عمر فرس النهر حوالي 45 عاما في البرية و 50 عاما في الأسر.
هناك نوعان من فرس النهر:
* فرس النهر الشائع
* فرس النهر القزم
قبل العصر الجليدي الأخير، كان فرس النهر منتشرا على نطاق واسع في شمال إفريقيا وأوروبا ويمكن أن يعيش في مناخات أكثر برودة بشرط ألا تتجمد المياه خلال الشتاء، وانقرض فرس النهر الآن في مصر، حيث كان حيوانا مألوفا لنهر النيل في العصور التاريخية، وانقرض ما يصل إلى 3 أنواع من فرس النهر الملغاشي خلال الهولوسين في مدغشقر، أحدها خلال الألف عام الماضية.
كان فرس النهر الملغاشي أصغر من فرس النهر الحديث، على الأرجح من خلال عملية التقزم الإنعزالي (عملية تقليل حجم الحيوانات الكبيرة، معظمها من الثدييات، عندما يقتصر جيناتها على بيئة صغيرة جدا)، وهناك أدلة أحفورية على أن العديد من أفراس النهر الملغاشية تم اصطيادها من قبل البشر، وهو عامل محتمل في انقراضهم في نهاية المطاف.
فرس النهر هو حيوان ثديي شبه مائي، يسكن الأنهار والبحيرات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في مجموعات كبيرة تصل إلى 40 من فرس النهر، وخلال النهار يظل فرس النهر بارد بالبقاء في الماء أو الطين، ويحدث التكاثر والولادة في الماء حيث تترأس الثيران الإقليمية على امتداد النهر، وتظهر أفراس النهر عند الغسق لترعى العشب، وبينما يستريح فرس النهر بالقرب من بعضه البعض في المناطق الموجودة في المياه فإن الرعي هو نشاط انفرادي.
توجد عيون وأذنين وفتحتي أنف فرس النهر في مكان مرتفع على سقف الجمجمة، وهذا يسمح له بالتواجد في الماء مع غمر معظم جسمه في المياه وطين الأنهار الإستوائية للبقاء بارد ومنع حروق الشمس، ويحتاج فرس النهر إلى مياه عميقة بما يكفي لتغطيته على مسافة التنقل من المراعي، ويجب أن يغمر فرس النهر في الماء لأن جلده الرقيق والعاري يكون عرضة لإرتفاع درجة الحرارة والجفاف.
خصائص فرس النهر:
يبلغ متوسط طول فرس النهر 3.5 متر (11 قدما) وطوله 1.5 متر (5 أقدام) عند الكتف ويزن من 1500 كيلوجرام إلى 3200 كيلوجرام (3300 إلى 7000 رطل)، ويبلغ حجم فرس النهر تقريبا نفس حجم وحيد القرن الأبيض، وغالبا ما يناقش الخبراء أي حيوان بري يأتي بعد الفيل، ويبدو أن ذكر فرس النهر يستمر في النمو طوال حياته، في حين أن أنثى فرس النهر تصل إلى أقصى وزن لها في سن 25 عاما تقريبا.
تكون إناث فرس النهر أصغر من نظيرها من الذكور ولا يزيد وزنها في العادة عن 1500 كيلوجرام، وغالبا ما يشار إلى القيمة المذكورة أعلاه والتي تبلغ 3200 كيلوجرام على أنها الحد الأعلى لوزن ذكر فرس النهر، ومع ذلك، فقد تم توثيق عينات أكبر من ذلك، بما في ذلك فرس النهر الذي كان يزن حوالي 10000 رطل (4500 كجم) ويبلغ طوله حوالي 16 قدما (5 أمتار).
على الرغم من أن فرس النهر من الحيوانات ضخمة الحجم، فيمكن لفرس النهر أن يركض أسرع من الإنسان على الأرض، وهناك تقديرات لسرعة ركضه تتراوح من 30 كيلومترا في الساعة (18 ميلا في الساعة) إلى 40 كيلومترا في الساعة (25 ميلا في الساعة)، أو حتى 50 كيلومترا في الساعة (30 ميلا في الساعة)، ويمكن لفرس النهر الحفاظ على هذه التقديرات الأعلى لبضع مئات من الأمتار أو الياردات فقط.
وعلى الرغم من التشابه الجسدي بين فرس النهر والخنازير وغيره من ذوات الحوافر الأرضية فإن أقرب أقربائا الأحياء هم الحوتيات بما في ذلك الحيتان وخنازير البحر، ويمتلك فرس النهر أرجلا صغيرة مقارنة بالحيوانات الضخمة الأخرى (مجموعات من الحيوانات الكبيرة)، لأن المياه الذي يعيش فيها تقلل من عبء الوزن، ومثل الثدييات المائية الأخرى، يمتلك فرس النهر القليل من الشعر.
سلوك فرس النهر:
فرس النهر من الثدييات الإقليمية للغاية، وغالبا ما يشير ذكر فرس النهر إلى منطقته على طول ضفة نهر يمكن من خلالها سحب حريم من إناث أفراس النهر، بينما يدافع عنها ضد ذكور أفراس النهر الأخرى، وتتحدى ذكور فرس النهر بعضه البعض بتهديدات خطيرة، ويبلغ طول أنيابه 50 سم (20 بوصة) ويستخدم رأسه ككبش ضارب، وخاصة ضد الذكور المتنافسين أثناء القتال على الأرض.
نظرا لأن موطنه غالبا ما يتم التعدي عليه من قبل المزارعين والسياح ولأنه إقليمي جدا، فإن فرس النهر هو أخطر حيوان في إفريقيا، ويقتل فرس النهر التماسيح والأسود، بل إنه مسؤول عن وفيات بشرية أكثر من أي حيوان أفريقي آخر، ولا يصطاد فرس النهر البشر، لكنه يدافع بقوة عن أراضيه، ويجي التعامل مع فرس النهر بحذر، أو لا تقترب منه على الإطلاق.
هناك خمسة أنواع فرعية من فرس النهر تم وصفها بناء على الإختلافات المورفولوجية في جماجمها والإختلافات الجغرافية.
* فرس النهر البرمائي (السلالات المرشحة) التي امتدت من مصر، حيث انقرض الآن أسفل نهر النيل إلى تنزانيا وموزمبيق.
* فرس النهر كيبوكو في كينيا والصومال، وكيبوكو هي الكلمة السواحيلية لفرس النهر، ولديه أنف أعرض ومنطقة بين الحاجبين مجوفة.
* فرس النهر كابنسي من زامبيا إلى جنوب إفريقيا، ومعظم جمجمة مفلطحة.
* فرس النهر تسكادنسي في جميع أنحاء غرب إفريقيا، وكما يوحي الإسم، تشاد، وفرس النهر لديه وجه أقصر قليلا وأعرض، مع عيون بارزة.
*فرس النهر المنقبض في أنغولا وجنوب جمهورية الكونغو الديمقراطية وناميبيا، وسمي بذلك بسبب انقباضه الأعمق قبل الحاجبين.
